قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة هي قصة مليئة بالمعاني التي تمس الروح وتسمو بها لتعتنق المعايير الأخلاقية المُثلى والإخلاص في العمل الصالح الذي ينجي المؤمن في الدنيا ولا يتركه إلا وهو على باب الجنة على وشك الخطو إلى الحياة الأبدية المليئة بالنعم والخيرات نتيجة عمله الصالح، لذا سنفك الألغاز ونجيب عن التساؤلات من خلال عرب موتر عبر اصطحابكم في جولة زمنية نعود بها إلى الماضي لنتعرف على قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة.
قائمة المحتويات
قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة
عندما تذكر قصة الثلاثة الذين طبقت عليهم الصخرة، فقد يخطر ببال البعض أنها قصة أصحاب الكهف، لكنها قصة أخرى تختلف عن الأعمال الصالحة وتأثيرها على حياة الإنسان في هذا. الدنيا قبل الآخرة. واحدًا تلو الآخر على النحو التالي:
“اقرأ كذلك: ماهيندرا بوليرو ماكسي تراك بلاس 2022؛ لنتعرف على أهم 3 مواصفات“
بداية القصة
“أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ”.
وبيان بداية الحديث أن ثلاثة رجال يمشون على الأرض لغرض في نفوسهم، ثم فوجئوا بسيل من المطر لم يبق ولم يرحل، فاحتموا بكهف كان من شأنه. احمهم من السيل، ولكن بسبب قوة الماء جرفت معها صخرة ثقيلة جدا من مكان مرتفع، واستقرت على فتحة الكهف وأفسدته.
لم يستطع الثلاث رجال تحريك الصخرة قيد أنملة، ولم يكن المكان معمور بالخلق ليستنجدوا بأحد، كما أن الأمطار محت آثارهم على الأرض فقضت على أمل أن يتتبعهم أحد، فكان الملجأ الوحيد هو أن يلجئوا إلى الله الذي من يأوى إليه إنما يأوى إلى ركن شديد.
وكان اقتراح أحدهم أن يذل نفسه لله بإخلاص الأعمال الصالحة في سبيل الله الخالص، ليطلبوا من الله أن ينقذهم من البلاء الذي حلت بهم.
القصة الأولى: حفظ الحقوق والإحسان
“فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ”.
كانت القصة الأولى حول رجل استأجر عامل لديه ليقوم له ببعض الأعمال وكان أجرة بعض الأرز، فلما قضى العامل عمله ترك أجرته وأنصرف عن الرجل لغرض في نفسه وطالت غيبته، فما كان من صاحب العمل إلا أن استغل الأرز في الزراعة فلما نبت الزرع تاجر به واحتسب هذا الأجر من مكسب العامل.
أي أن الرجل طور نصيب الرجل من الأرز حتى أصبح عملاً يدر مالاً، ثم اشترى الرجل الغنم والإبل والمواشي، وحين عاد إليه العامل مطالباً بحقه، أعطاه صاحب العمل كل المبلغ. الكسب ورأس المال.
هنا صاحب العمل ما استنكر أجر العامل بل حفظه له ونماه، فما حفظ فقط الحق بل كلله بالإحسان، وكان هذا العمل خالص النية لوجه الله، فعندما ذكره الرجل سائلًا الله به أن يفرج عليهم ما ألم بهم استجاب الله له وتزحزحت الصخرة شيئًا قليلًا، ولكن كانت الفتحة صغيرة فلم يستطيعوا الخروج.
الرواية الثانية: بر الوالدين
“فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ”.
هنا تدور الحكاية حول رجل يقال عن عمله في الرعي، حيث كان للرجل ماشية يحلبها يوميا، ثم يعطي والديه الحليب ليشربا قبل أولاده هو نفسه وزوجته، أي أنه فضل له. والدا على الجميع في لطفه معهم، وكان يعبر عن هذا البر بجعلهم أول من يشرب من حليب الشاة الذي يحلبه.
يومًا تأخر الرجل في عمله وعندما عاد بوعاء اللبن وجد أبواه الشيخان قد خلدا للنوم، فكره أن يوقظهما من راحتهما أو أن يخالف عادته في إيثارهم بأول شربه من اللبن، لذا سهر الرجل بجانب أبواه حاملًا الوعاء منتظرًا يقظتهما من تلقاء أنفسهم حتى يشربوا.
هنا بر الوالدين كان طاهرًا في سبيل الله، فسأل الله الرجل أن هذا العمل إذا كان هذا العمل بارًا وصادقًا، وقد قبله الله بقبول طيب أن الله يريحهم من هذا الحزن. فما كان من الصخرة إلا أنها تحركت أكثر بأمر ربها حتى ظهرت السماء (Sky) لهم، إلا أن الحفرة ما زالت لا تسمح للناس بالمرور.
“اقرأ أيضًا: شانجان سي اس 95 موديل 2023؛ اكتشف أبرز مواصفات سيارة Changan الجديدة“
القصة الثالثة: العفة وخوف مقام الله
“قالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا”.
صاحب هذه القصة كان رجلاً مفتونًا بحب ابنة عمه وأرادها له ، فأخذها بعيدًا عن نفسها وظلت ترفض حتى ضاقتها الأرض إلى ما رحبت به ذات يوم ووافقت على العطاء. له عفتها مقابل مبلغ من المال احتاجته لمعالجة ضيقتها، وعندما كانوا على وشك ارتكاب الزنا ذكّرته بالله فقام بجانبها ولم يرتكب الزنا. خشية الله وترك مالها.
سأل الرجل الله بهذا الأمر الذي فعله ابتغاء وجه الله وخشية منه أن يفرج كربتهما ويزيح عنهم ما أصابهم، وعندها انزاحت الصخرة بما يسمح للرجال بالعبور.
ما يثير الاهتمام في قصة الثلاثة الذين طبقت عليهم الصخرة غير الأعمال الصالحة هو ارتباط الرجال الثلاثة الروحي بالله، وخوفه من مكانته. لم تكن أعمالهم فقط هي التي أنقذتهم، فقد خلصوا قبل ذلك بعونهم في الله وثقتهم بأنه هو المنقذ، ومزيل الضيق ، ومحلل العقد.
“اطلع على: كيا تيلورايد 2022، تعرف على أبرز مواصفات ومميزات Kia Telluride“
قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة كانت لنا عبرة وعظة حسنة يعلمنا الله بها أن التقرب إليه بالأعمال الصالحة التي كانت النية فيها خالصة ابتغاء رضى الله هو فعل محمود ينبغي أن يحتذي به المسلم، كما أن الاستعانة بالله تنجي من المهالك وتفك عن العبد الكرب وتكشف عنه الغموم ومن ثم ينجو العبد في الدارين.