حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى وآيات قرآنية

حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى وآيات قرآنية

حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى التي أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بها على الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تُبين نزول القرآن باللغة العربية الواضحة المبينة للناس كافة، مما جعل للغة العربية مكانة متميزة بين لغات العالم، ومن خلال الجولة التي سيأخذكم بها موقع عرب موتور سيمكنكم التعرف على مدى أهمية اللغة العربية، مع توضيح مكانة اللغة العربية في الدين الإسلامي الحنيف وأثر ذلك على اللغة العربية.

حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى

إن اللغة العربية لغة أصيلة عريقة منذ القدم تفنن العرب في أشعارهم باستعمال ألفاظها وأساليبها ثم نزل القرآن الكريم بها لتصبح لغة أصيلة عريقة خالدة.

على الرغم من أنه لم يرد حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى، ولم يثبت صحة إسناد أي حديث من الأحاديث المنتشرة بين الناس عن اللغة العربية إلا أن هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم عن اللغة العربية وأنه نزل بها.

يعتبر ذلك شرف عظيم للغة العربية الفصحى فهي اللغة الوحيدة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، بل تكرر أيضًا ذكرها في آيات القرآن الكريم.

لم يصل إلينا أي حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى صحيح، ولكن مجموع الآيات التي ورد فيها وصف القرآن أنه من ألفاظ العربية يبلغ إحدى عشرة آية، وهي دلالة عظيمة على شرف اللغة العربية التي لا ينكرها إلا حاسد أو جاحد أو مكابر، ولا يقلل من قيمتها عدم وجود حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى صحيح.

آيات بينات جاء فيها وصف القرآن بأنه عربي

شرُفت اللغة العربية بنزول القرآن الكريم بها، فأصبحت أعظم اللغات وأشرفها، بل وزاد من شرفها نزول آيات تختص بذكرها في القرآن الكريم.

لم تثبت صحة الأحاديث المنتشرة بين الناس عن اللغة العربية وفضلها، ولكن جاء وصف القرآن بأنه عربي في ست مواضع من القرآن الكريم من أصل 11 موضع، وسوف نذكرها فيما يلي:

جاء في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: “الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿1﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿2﴾” سورة يوسف، وهذا من فضل الله العظيم على هذه الأمة العربية أن نزل القرآن الكريم بلغتهم، فسهُل عليهم فهمه ومعرفة معانيه، وتبين لهم أحكامه وأوامره ونواهيه، فكانوا العرب هم المعلمين الأوائل للقرآن الكريم في كل ربوع العالم الإسلامي.

قال الله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً( 113)” سورة طه، فالله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن باللغة العربية ليفهم العرب ما فيه من تفصيل للوعيد حتى يتقوا عذاب ربهم، ويكون لهم تذكرة وموعظة وعبرة.

يقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)” سورة الزمر، وضرب الله في هذا القرآن العظيم من الأمثال في القصص التي ذكرها لهم.

جاءت قصص وأحوال السابقين من الأمم بقرآن عربي تتميز لغته بوضوح الألفاظ وسهولة المعاني ودقتها، واختار الله لهم لغة لا لبس في معاني ألفاظها ولا غرابة أو صعوبة، من أجل أن يتقوا الله ويمتثلوا لأوامره ويجتنبوا نواهيه.

إن اللغة العربية لغة تتميز بالدقة في ألفاظها التي تعبر عن معانٍ دقيقة للغاية، كما أن اللغة العربية تتميز بكثرة أساليبها وتراكيبها مما جعلها من اللغات التي يصعب فيها اللبس والغرابة والصعوبة، فهي لغة واضحة وسهلة.

آيات قرآنية أخرى جاء فيها وصف القرآن بكونه عربيًا

هناك آيات أخرى جاء بها وصف للقرآن الكريم بأنه عربي، وهي كالآتي:

قال تعالى: “حم ﴿1﴾ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿3﴾” سورة فصلت، وجاء وصف القرآن بأن آياته واضحة ومبينة تمام البيان، فمعانيه واضحة وأحكامه واضحة بوضوح معاني ألفاظه التي هي من ألفاظ اللغة العربية التي ميزها الله بتيسير من فضله.

قال تعالى: “حم ﴿1﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿3﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿4﴾” سورة الزخرف، إن الله سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن الذي هو كلام الله المتعبد بتلاوته بلغة العرب لعلهم يفهمون معانيه.

إن القرآن الكريم آياته محكمات بينات لا اختلاف فيه ولا تناقض، معانيه واضحة لمن أراد تدبرها وفهمها، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى بجعل كلامه للناس بلغة تتميز بالدقة والفصاحة والبلاغة.

قال تعالى: “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْـجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْـجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)” سورة الشورى، فقد نزل القرآن الكريم بلغة عربية على رسول عربي لأمة عربية، وتُعلم الأمة العربية لغتها لسائر الأمم، لكي يتمكن الجميع من تدبر آيات الذكر الحكيم.

آيات جاء فيها وصف القرآن بأنه لسان عربي

جاء وصف القرآن الكريم باللسان العربي في ثلاث مواضع نذكرها فيما يلي:

قال تعالى: “قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْـحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّـمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْـحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103)” سورة النحل.

إن من الأدلة على أن القرآن الكريم ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو من كلام البشر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتقن قول الشعر ولم يتعلمه أو يحفظه في صغره وكان معروف عنه ذلك بين قومه منذ أن تربى وترعرع أمام أعينهم.

إن القرآن الكريم نزل بلغة تتميز ببراعة بلاغتها مما صعُب على الشعراء البارعين أن يأتوا بمثلها ولو آية.

كما ادعوا عليه صلى الله عليه وسلم أنه تعلمه من أحد الدارسين في علوم الكتب السابقة، فكذّب الله افترائهم لأن الكتب السابقة كانت بلسان أعجمي أما هذا القرآن العظيم نزل بلسان عربي، وليس أي لسان بل بلسان عربي مبين، آياته معجزة في بلاغتها وفصاحتها.

قال تعالى: “وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)” سورة الأحقاف، إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم وهذا ليس بجديد فقد أنزل من قبله كتب كانت هدى للناس ورحمة من الله.

إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم مصدق بنزل الكتب السابقة له بلغة واضحة في غاية البلاغة والفصاحة حتى يصعب التأويل فيها.

قال تعالى: “وَإنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْـمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)” سورة الشعراء.

على الرغم من عدم وجود حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى صحيح إلا أن كل ما سبق من آيات الذكر الحكيم تبين الحكمة البالغة لله سبحانه وتعالى في أن يكون القرآن الكريم باللغة العربية، وإنه لشرف عظيم لنا أن يتردد ذكر لغتنا الجميلة في القرآن.

آيات كريمة عن نزول القرآن باللغة العربية

جاء في القرآن الكريم تفصيل كونه عربياً وليس أعجمياً في قوله تعالى: “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)” سورة فصلت.

إن نزول القرآن الكريم باللغة العربية فيه من الحكمة البالغة لله تعالى والحجة الواضحة والفضل العظيم على هذه الأمة العربية وعلى اللغة العربية الفصحى.

كما جاء وصف القرآن الكريم بالحكم العربي في قوله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ (37)” سورة الرعد.

جاء في تفسير هذه الآية أن الله سبحانه أنزل الكتب السابقة بلسان أقوامهم وكذلك أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن باللغة العربية ليحكم به بين العرب ويكون بلغتهم الفصيحة البليغة التي لا يمكن الالتباس فيها وفي أحكامها وقواعدها.

إن نزول القرآن بلغة العرب كان سببًا أساسيًا في حفظ هذه اللغة من الضياع، وحفظ قواعدها وقواعد نطقها التي أصبحت مرتبطة بحفظ القرآن الكريم.

فضل نزول القرآن باللغة العربية

إن نزول القرآن الكريم باللغة العربية كان من فضل الله العظيم على أمة العرب، وله العديد من الفضائل الهامة على اللغة العربية، ونذكر من تلك الفضائل ما يلي:

  • اللغة العربية من اللغات القديمة الأصيلة العريقة، وعندما نزل القرآن بها أعطى اللغة العربية مكانة وشرفًا بين اللغات الأخرى بل جعلها من أكثر اللغات التي يطلب أصحاب الجنسيات المختلفة تعلمها، ويقبلون على دراستها ومحاولة فهم معانيها، وكذلك طريقة الكلام بها.
  • إن نزول القرآن بلغة العرب كان سببًا أساسيًا في حفظ هذه اللغة من الضياع، وحفظ قواعدها وقواعد نطقها.
  • كان الهدف الأساسي من تأسيس علوم اللغة العربية وقواعدها من أجل حفظ القرآن الكريم وسلامة نطقه ولفظه من الضياع، بل زاد على ذلك أن إعجاز القرآن كان سببًا في تأسيس علوم البلاغة وفروعها من فنون المعاني، والبيان والبديع والنظم.
  • نجد آلاف الكتب التراثية التي أصّلت علوم اللغة العربية، وهذا جعلها من أم اللغات وأعرقها وأكثرها شرفًا وطلبًا للتعلم بين سائر اللغات في الدنيا بل ومحفوظة بحفظ الله تعالى لكتابه.
  • قال تعالى: “ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” الآية 9 من سورة الحجر، إن هذا من فضل الله العظيم علينا وعلى أمتنا العربية وعلى لغتنا العربية الفصحى فالحمد لله رب العالمين.

ذكرنا فيما سبق عدم وجود حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى، وذلك لا يقلل من مكانتها أبدًا حيث ورد ذكرها في كلام الله جلّ وعلا الذي هو الأصل الأول للتشريع الإسلامي، فكما أوضحنا هناك عدة آيات من الذكر الحكيم تناولت ذكرها في أكثر من موضع.

110 مشاهدة
هل لديك ملاحظة حول المقال؟
قوقل نيوز

تابعنا الأن