ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي متنوعة

ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي متنوعة

ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي يمكن اقتباسها في الخطب والرسائل الأدبية لتزيده جمالًا ورقي، فالشاعر العظيم أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء، يعتبر درة العقد في شعراء العصر الحديث، وأمير مدرسته الشعرية المسماة بالإحياء والبعث مع رفاقه (محمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم وإسماعيل صبري وعلي الجارم…) فكانوا هم قبلة الحياة للشعر العربي في العصر الحديث، ولما كان الشعر هو قمة الألوان الأدبية كان لابد من أن يحمل المعان العظيمة لذلك نجد الأخلاق الحميدة منتشرة فيه، وفي هذا الموضوع على موقع عرب موتور سنتناول ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي مع تصنيفها.

ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي

بما أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان يتبع القدماء من الشعراء الجاهليين في طريقة البناء للقصيدة من تعدد الأغراض والبدايات الطللية وما إلى ذلك؛ فنجد أن للأخلاق السامية ومدحها  نصيب عظيم في ديوانه الشعري بجانب معان الأخرى المتعلقة بالأخلاق الحميدة.

بل أن أشهر بيت شعر على ألسن الناس عن الأخلاق هو من أقوال أحمد شوقي يقول فيه:

“وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”

يعني أن الأخلاق الحميدة هي المميزة للأمم وهي التي ترسي قواعدها في التاريخ، فبانعدام الأخلاق تنحدر الجوانب الأخرى للأمة من اقتصاد وسياسة وعلوم.

قصيدة صحوت واستدركتني شيم الأدب

في تلك القصيدة يلخص أحمد شوقي في ستة وعشرين بيتًا جوامع الأخلاق النبيلة مع الحفاظ على الأعراف الشعرية القديمة من مقدمات وتعدد الأغراض فيقول:

“صحوت واستدركتني شيمتي الأدب *** وبت تنكرني اللذات والطرب
وما رشاديَ إلا لمع بارقة *** يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب
دعت فأسمع داعيها ولو سكتت *** دعوت أسمعها والحرّ ينتدب
وهكذا أنا في همى وفي هممي *** إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا
ولي همامة نفس حيث أجعلها *** لا حيث تجعلها الأحداث والنوب
لها على عزة الأقدار إن مطلت *** حلم الليوث إذا ما أستأخر السلب
وإن تحير بي قوم فلا عجب *** إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب
أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني *** وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا
همو رأوا أن تظل القضب مغمدة *** فلن تذيب سوى أغمادها القضب
رضيت لو أن نفسي بالرضى انتفعت *** وكم غضبت فما أدناني الغضب
نالت منابر وادى النيل حصتها *** منى ومن قبل نال اللهو والطرب
وملعب كمعاني الحلم لو صدقت *** وكالأماني لولا أنها كذب
تدفق الدهر باللذات فيه فلا ***عنها انصراف ولا من دونها حجب
وجاملت عصبة يحيا الوفاء بهم *** فهم جمال الليالي أو هم الشهب
باتوا الفراقد لألاء وما سفروا *** عليه والبان أعطافا وما شربوا

لن يعرف اليأس قوم حصنهم *** وأنت رايتهم والفيلق اللجب
عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم *** فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب
والصدق أرفع ما اهتز الرجال له ***وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”

فالقارئ المتذوق للقصيدة يجد أنها قد ساقت المعاني الأدبية الأخلاقية السامية في أسلوب جميل يصل العقول قبل تمكنه من القلوب.

قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا

استكمالًا لحديثنا حول ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي نجد قصيدة “قم للمعلم” في تلك القصيدة يتناول أحمد شوقي بجانب ذكره للسامية من الأخلاق فضيلة احترام المعلم وتبجيله فيقول:

“قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا *** كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي ***يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ *** عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ *** وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً *** صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا”

قال فيها أيضًا:

“وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم *** فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا
إِنّي لَأَعذُرُكُم وَأَحسَبُ عِبئَكُم *** مِن بَينِ أَعباءِ الرِجالِ ثَقيلا
وَجَدَ المُساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ *** في مِصرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا
وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً *** رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا
لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن *** هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا”

قصيدة نهج البردة لشوقي

في جوهرة تاج ديوان أحمد شوقي قصيدة نهج البردة التي تشرفت وشرفت شعر أحمد شوقي كله بمدح سيد البرية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي يعارض فيها قصيدة كعب بن زهير المسماة بالبردة التي مطلعها: “بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ *** مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ” وقصيدة البردة للبوصيري التي مطلعها: “أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ ***مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ”.

تناول أحمد شوقي في خضم البردة معاني الأخلاق السامية فبعد قوله:

“ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ *** أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً *** يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ”

كمقدمة غزلية لجذب انتباه المستمع يتحول إلى مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر مكارم الأخلاق ويقول:

“هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها *** وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ *** فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ *** وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوىً *** طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ *** في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ
أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى *** مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ ***عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ *** قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ”

قصيدة مأتم الاخلاق

من أجمل الميراثي التي قالها أحمد شوقي في الزعماء العرب رثائه للزعيم مصطفى كامل، ولما كانت الأخلاق النبيلة هي أهم ما يميزه كان مفتتح المرثية هي الأخلاق وتعد من ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي فيقول:

“هو مأتم الأخلاق فاتل رثاءها *** وتول أسرتها ووال عزاءها
لا تنهين الثاكلات عن البكا *** فلعل في ذرف الدموع شفاءها
خل الشؤون تفض غرب قصيدة *** لم تغن في الرزء الجليل غناءها
ولمثل نار الثكل وهي شديدة *** خلق الرحيم لنا الشئون وماءها
أوحى إلى الحزن اللجوج شُبوبها *** وإلى الدموع سواكبا إطفاءها
ناع من الاسكندرية هاتف *** راع الكنانة أرضها وسماءها
سُدّت مسامعها لأول وهلة *** دون الرزية تتقى أنباءها”

في تلك القصيدة يوضح أحمد شوقي عظم المصيبة التي يشعر بها بموت الزعيم مصطفى كامل فيشبها بموت أعظم شيء في العقل وهي الأخلاق السامية.

بذلك نكون قد تناولنا ابيات شعر عن الاخلاق لاحمد شوقي من ديوانه مع تفصيل المقاصد والتشبيهات في كل قصيدة من قصائده التي ذكرناها كقصيدة مأتم الأخلاق وقصيدة نهج البردة وقصيدة قف للمعلم وفه التبجيلا وقصيدة صحوت واستدركتني شيم الأدب، نرجو في الأخير أن نكون قد أثرينا ذائقتكم الأدبية.

2247 مشاهدة
هل لديك ملاحظة حول المقال؟
قوقل نيوز

تابعنا الأن